لدعم نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا
للإشتراك في قناتنا وتفعيل زر الجرس ليصلك كل جديد إضغط هنا
المسرح البحريني الحديث
المسرح البحريني يحفل بسجل تاريخي غني بالإبداع والتميز خلده كبار الأستاذة، وأحد أهم الركائز الثقافية البحرينية.
"الفنر" تستعرض أهم ما يواجه المسرح البحريني الحديث في لقاء حصري مع المخرج والكاتب المسرحي نضال العطاوي.
ركود الحركة المسرحية في البحرين
يوضح نضال العطاوي أن ركود الحركة المسرحية البحرينية يكمن في المسرح الجماهيري فقط، عازيًا أسباب الركود إلى أن الأعمال المسرحية الجماهيرية موسمية وشحيحة، فضلًا عن التكلفة العالية للإعلانات ومواقع العرض.
أما من الجانب الآخر، يشهد المسرح النخبوي نشاطًا واجتهادًا واضحًا، نظرًا لحصول أصحاب المسارح الأهلية التابعة لهيئة البحرين للثقافة والآثار على صلاحيات وامتيازات تمكنهم من تنظيم المهرجانات بشكل دوري، وذلك عبر توفير الصالة الثقافية للعرض إلى جانب بعض مقرات التدريب، إلا أن بقية أصحاب المبادرات ومؤسسات الإنتاج يفتقرون لهذه الامتيازات، وبالتالي لا يمكنهم المجازفة بطبيعة الحال، مما أدى للعزوف. علمًا بإن هناك محاولات لبناء نوع من الولاء للقاعدة الشبابية لمنع الركود.
أفكار الشباب في النصوص المسرحية
ويبين العطاوي أن أفكار الشباب تغلب عليها السوداوية في النصوص المسرحية، حيث لوحظ في المهرجانات الشبابية أن معظم الأعمال لا تطرح هموم الشباب، إلى جانب فقدان عناصر التشويق والإثارة والاتجاه للقضايا السياسية وتأثر المؤلفين والمخرجين الشباب بمدارس معينة تغلب عليها الطابع السوداوي، وعدم وجود أي حركة شبابية أو فرقة تناقش قضايا الشباب. مشيرًا إلى أنه من الجانب الآخر لا يمكن نكران وجود بعض الطاقات الشبابية التي تسعى لتناول قضايا مجتمعية، إلى جانب قضايا سياسية ولكن بتلميحات متواضعة يتقبلها الجميع، حيث تمت معالجتها بطرق تستقطب الجمهور كإضافة عنصر الكوميديا.
ويلفت إلى وجود أمثلة كثيرة في الساحة اشتهرت على نطاق المستوى العربي كالفنان أحمد شريف، الفنان بسام علي والفنان حسن محمد الذين انطلقوا من المسرح بالتلقائية والعفوية التي قربتهم من الجمهور والمجتمع بكافة فئاته، على عكس السوداوية التي تستقطب الجمهور النخبوي فقط.
معوقات الحراك المسرحي في البحرين
ويشير العطاوي إلى وجود معوقات للحراك المسرحي في البحرين، تتمثل في قلة المسارح المهيئة للأعمال والتكلفة العالية لبناء خشبة مسرحية بكامل ملحقاتها، كون الأجواء المهيئة للعمل المسرحي تختلف عن العمل التلفزيوني في جوانب، أهمها الحاجة إلى التحضير في مدة زمنية طويلة لا تقل عن شهرين، مما يستدعي ضرورة وجود موقع للعمل والإنتاج. فضلًا عن صعوبة الحركة الإعلامية والتكلفة العالية للإعلانات. موضحًا أن هناك توجه من وزارة شؤون الشباب والرياضة لتهيئة بعض المسارح الملحقة ببعض الأندية لعرض الأعمال المسرحية إلى جانب الصالة الثقافية.
الموروث الشعبي في المسرح البحريني
ووصف المخرج العطاوي المسرح بالطريقة "الممتعة" لتوظيف الموروث الشعبي البحريني كونه قريبًا من الناس، إلا أن التوظيف يجب أن يخرج عن الأسلوب التقليدي.
ويشير العطاوي إلى أن تجارب نقل الموروث الشعبي على خشبة المسرح بدأت بالاندثار، ولكن من جانب آخر بالإمكان مشاهدتها في المهرجانات، حيث يعد توظيف الموروث الشعبي أحد اشتراطات بعض المهرجانات الخليجية.
ويبين أن له تجربة لنقل الموروث الشعبي في مسرحية "زهايمر"، حيث تم استخدام تقنية الفاتنازيا ودمجها مع تقنية خيال الظل في الديكور التجريدي، وكانت المسرحية قريبة من الجمهور. لافتًا إلى أن تلفزيون البحرين عرض الكثير من الأعمال التي حافظت على الموروث الشعبي والتي لازالت تعرض على الشاشة وتلقى قبولًا من الجمهور.
جائزة خالد بن حمد للمسرح الشبابي
ويؤكد المخرج العطاوي، أن جائزة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة للأندية الوطنية والمراكز الشبابية ولذوي العزيمة فاجأت الوسط المسرحي الشبابي وأعادت تنشيط الحركة الشبابية التي توقفت منذ التسعينات، وأصبح الكثيرون يترقبون الموسم وعدد المشتركين سنويًا يحقق زيادة واضحة. كما وشهد المهرجان مشاركات متميزة من مختلف الفئات وذوي العزيمة بثت الروح في المسرح الشبابي البحريني.
مبادرات دعم الشباب
ويضيف العطاوي إلى أنه أطلق مبادرة لدعم الشباب في المسرح، عبر توفير مقر على حسابه الخاص لتعليم الشباب وتقديم مشاريعهم دون مردود مادي. ونظم مسابقات تعليمية داخلية أبرزها مسابقة نظام مسرح الشارع، واستعان بكل من الأستاذ يوسف بوهلول، الأستاذة منى فيروز، والأستاذة غادة الفيحاني للجنة التحكيم. لافتًا إلى نجاح التجربة وحصولها على اشادة كبيرة من الأستاذة المسرحيين.
ويوضح أن المبادرة انطلقت بسبب وجود الكثير من الطاقات الشبابية والوجوه الجديدة التي ترغب في الوقوف على خشبة المسرح، ونظرًا لكونه يؤمن بضرورة الاستثمار في الشباب وحبه لأن يكون سببًا في انطلاقتهم، ارتأى إطلاق المبادرة التي تزامنت مع فترة تقديمه لبرامج أطفال في تلفزيون البحرين مع الأستاذة منى فيروز، حيث كان بحاجة إلى مقر للعمل والإنتاج، فتم استغلاله لاستقبال المجموعات الشبابية وتدريبهم.
يذكر أن المخرج والمؤلف المسرحي نضال عبد العزيز العطاوي بدأ العمل المسرحي منذ العام 1988 انطلاقًا من المسرح المدرسي والجامعي. وعضو مجلس إدارة سابق في مسرح جلجامش على مدى 12 عامًا، وتم تعيينه مديرًا لمهرجان سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة للمسرح للأندية الوطنية ومراكز تمكين الشباب وذوي العزيمة في الدورتين الرابعة والخامسة. فضلًا عن كونه مديرًا للفريق الشبابي "مجموعة تياتروز"
أما أهم الأعمال التي قام بها العطاوي فهي كل من مسرحية الحلم التي حصلت على جائزة أفضل عرض متناغم على مستوى الخليج، مسرحية زهايمر للكاتبة عبير مفتاح التي حصلت على المركز الأول في أول دورة من مهرجان خالد بن حمد وجائزة أفضل ممثلة، إلى جانب مسرحية بلا للكاتب عثمان الشطي التي حصلت على جوائز أفضل عرض، أفضل موسيقى، وأفضل ممثلة واعدة في مهرجان خالد بن حمد في دورته الثانية.
0 تعليقات