جزيل الشكر لمجلس جاسم بوطبنية وللأخوات أعضاء اللجنة النسائية بالمجلس
جزيل الشكر للسيدة فوزية عبدالرحمن صانعة الدفاف
الدفة البحرنية - عباية السمكة
تصوير وتحرير/ إبتسام بدر
عباية السمكة سميت بهذه التسمية لتعلق اهل البحرين منذ القدم بالبحر كونها ارخبيل جزر و السمك يعتبر المورد الاقتصادي و الغذائي الرئيسي آنذاك بعد مغاصات اللؤلؤ قبل اكتشاف النفط .
لذلك استخدمت و استخلصت النساء في البحرين اشكال التطريز على اقمشتهن و ملابسهن من وحي الطبيعة المحيطة بهن واختلفت قوة استخدام الشكل بالبيئة المحيطة بهن فمثلا في المناطق التي تعتمد على الزراعة استخلصن اشكال التطريز من الورود و الاشجار و الطيور بعكس المناطق التي تعتمد على مورد رزقها من البحر حيث انعكس ذلك على تطريز اشكال السمك والمحار و موج البحر .
لكن هذا الا يمنع ان تكون هناك اشكال تطريزية مشتركة او اساسية كون الارتباط الاجتماعي عميق بين اهل البحرين من كل الفئات و لا نستثني اشكال المكسرات مثل الكازو (الكاجو) و البيذان (اللوز) و الاشكال الهندسية المعمارية التي اخذت طريقها في تزيين الثياب النسائية سواء كانت اللباس اليومي ( ثوب الويل و الكودري ) او لباس المناسبات مثل ( ثوب النشل و عباية السمكة) التي هي محور حديثنا اليوم .
فعباية السمكة تتميز ببروز خيوط الزري من كلا الصدغين للاسفل و هذه العباية تشبه في شكلها شكل البشت الرجالي من حيث عرض و طول خيوط الزري او البريسم (الخيوط الذهبية) اما القماش المستخدم فيها فهو يختلف حسب احتياج المرأة فتارة يصنع من قماش اللينين المستخدم في صناعة البشوت الرجالية و تارة اخرى من قماش الحرير او اقمشة اخرى.
في وسط العباية من كلا الجهتين من الامام يوجد حبل من الذهب طوله يعتمد على المقدرة المادية لصاحبة العباية يعتبر كربطة تثبيتية
و قديما كان يركب في العباية من الذهب الخالص وهذا اما يميز عباية السمكة للمرأة عن بشت الرجل و تسمى (العمايل) جمع (العميله) اما في وقتنا الحاضر فتصنع من خيوط الزري او البريسم و ما زال اسمها لم يتغير ومعروف عند صناع العبايات و البشوت وصياغ الذهب
اما التطريز الذي يوجد في يد العباية على طولها من الرأس الى الرسغ فيسمى ب (السفات – جمع سفه)
عباية السمكة تعطي صاحبتها الهيبة و الشموخ في المشي فالتشكيلات المطرزة في قمة العباية من الخلف لحدود الرقبة تقريباً و تمتد على الجانبين لتغطي حجم الراس (هذه الحركة لتثبت العباية على الرأس حتى لا تقع ) فتبرز قوتها و جمالها لتعطي هيبة و وقار و احساس بالعظمة لصاحبتها
كانت عباية السمكة تقتصر في لبسها على العائلات المتقدرة مادياً و يتم اعارتها لتلبسها العروس ليلة زفافها وبمرور الوقت اصبحت في متناول الجميع فتلبس في المناسبات الرسمية و الاحتفالات مثل العيد و الزواج و يكثر فيها خيوط الزري او يقل حسب الامكانية المادية لصاحبة العباية
كانت عباية السمكة يتم تلبيسها للعروس فوق الثوب النشل و الدراعة كوقار وحشمة للعروس و لتكتمل زينتها بها.
وتتميز عباية السمكة اللعروس عن باقي العبايات من فيئتها كون التطريز فيها يغطي الجزء الخارجي و الجزء الداخلي من العباية بحيث ان العروس تمسك اطرافها الداخلية للخارج لتشاهد من قبل الحضور فتتبختر في مشيتها و تزهو بتفاصيل التطريز وكمية الزري (الخيوط الذهبية) التي تلقى بوهجها على وجه العروس فيشع نوراً و ينعكس على الحلي الذهبية التي تتزين بها من اعلى راسها الى اخمص قديمها.
0 تعليقات