لدعم نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا
التجارة في البحرين
بدأت مسيرة حسين الإبراهيم وأبناءه بالعمل في تجارة الجملة للمواشي والتمور، وبعد استقرار أسرتهم في البحرين بدأوا بتجارة مماثلة في الأسماك، حيث كانوا يشترون الأسماك بالجملة بدون كيل أو عد على غرار ما كانوا يفعلونه بالنسبة للثمار، ثم يعيدون بيعه مرة أخرى بالجملة أو بالتجزئة على بائعي الأسماك (السماكين ومفردهم سماك).
واستمر أفراد العائلة في هذا العمل منذ ذلك الوقت حتى الثلث الأخير من القرن المنصرم، وكان آخر من عمل في هذه المهنة أخ سعد الجزاف غير الشقيق الحاج عبدالرحمن بن أحمد الجزاف رحمة الله.
ومازال أفراد عائلة الجزاف حتى الوقت الحاضر يعملون في التجارة، إلا أنهم اتجهوا للعمل في العقارات، وتوسعت تجارتهم في هذا المجال، كما أن سعد الجزاف كان من أفراد هذه العائلة الذين عملوا في مجال العقارات.
(الجزاف) كمسمى العائلة
تعود أصول عائلة الجزاف القاطنة بالمحرق إلى عائلة الإبراهيم، وغني عن البيان أن أسماء العوائل بل وحتى القبائل تتغير بحسب ظرف الزمان والمكان.
واحترف أفراد أسرة حسين الإبراهيم العمل في تجارة الأسماك بالجملة، وذلك من خلال شراء الأسماك من الصيادين بدون كيل أو عد، فكان يجري الاتفاق فيما بينهم وبين أصحاب "الحظور" على أن يشتري كل ما بالحظرة بسعر معين، أو أنهم ينتظرون قدوم مراكب الصيد في أوقات الصيد فيشترون حمولة المركب بالكامل جملة واحدة بعد إجراء المزايدة، وكانوا بهدف اتقاء مخاطرة المزايدة يتفقون مع صاحب المركب أو النوخذة قبل الإبحار على تمويل الرحلة مقابل كامل حصاد الصيد، وفي هذه الحالة يرسلون مع النوخذة أحد عمالهم لمراقبة الوضع، كما أن بعضهم اتجه إلى شراء المراكب، وإدارة العمل فيها بنفسه كما فعل أحمد بن حسين والد سعد الجزاف.
لذلك كانت التجارة على هذه الشاكلة تحمل في طياتها المجازفة، وفي اللغة العربية فإن "الجزف أو الجزافة" بيع الشيء، أو شراءه بدون وزن، أو كيل أو عد، وذلك بالاعتماد على الحدس، واحتفظ العامة بهذه المفردة الفصيحة وأطلقوها بصفة خاصة على ممتهنين هذه المهنة.
ومن أبرز العوائل التي احترفت هذه التجارة أسرة حسين الإبراهيم وذريته من بعده، إلى حد الدرجة التي وصلت إلى احتكار هذه التجارة في مدينة المحرق، حيث كانوا آنذاك لا يسمحون لأي أحد بمزاحمتهم في هذه التجارة بمناطق عملهم، إلى أن ألغي الاحتكار في أربعينات القرن الماضي.
والذي يظهر هو أن هذا المسمى طغى عليهم أو أنهم تعمدوا جعله سمه بارزة لهم بحيث أصبح ملازمًا لهم حتى يومنا هذا، والدليل على مدى تعلق هذه العائلة بهذه المهنة هو أنه على الرغم من اتجاه عدد من أفراد عائلة الجزاف إلى العمل في العقار وتوسع تجارتهم في هذا المجال إلا أن كبار السن في هذه العائلة ظلوا متمسكين بهذه المهنة باعتبارها مهنة الاجداد التي من العيب تركها، وآخرهم كان الحاج عبدالرحمن الجزاف رحمه الله تعالى، الأخ غير الشقيق لسعد الجزاف.
ولا يمكن الوقوف على وجه الدقة على وقت ثبوت اسم "الجزاف" كمسمى للعائلة، إلا أنه بحسب بعض الوثائق القديمة لأبناء إبراهيم بن حسين فلم تكن التسمية دارجة فيها، وأول ظهور لاسم عائلة الجزاف كان في وثيقة تعود لجيل أبناء أحفاد حسين الإبراهيم، الأمر الذي قد يرجح أن هذه التسمية استقرت في الجيل الثالث من ذريته رحمه الله.
المصدر: الموروث العائلي من روايات كبار السن
https://www.alfanrbh.com/2020/09/jaz.html
تدقيق ومراجعة: حوراء الصباغ
0 تعليقات