لدعم نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا
جزيل الشكر للدكتور/ يوسف محمد إسماعيل
مدير إدارة وسائل الاعلام بوزارة شؤون الإعلام
لتزويد نشرة الفنر الثقافية بهذه المادة القيمة
تاريخ الطباعة في البحرين
استعان الإنسان منذ القدم بنسخ وطباعة الكلمات والصور على الورق والنسيج أو المعادن لزيادة أعداد النسخ، فكانت الأختام بالحجر من أقدم طرق الطباعة التي اشتهرت لدى البابليين حيث تم الاستغناء عن التوقيع على المستندات والوثائق.
وشهد مجال الطباعة والنسخ تطورًا هائلًا في منتصف القرن الخامس العشر، عندما تمكن المخترع الألماني يوهان غوتنبرغ من اختراع آلة الطباعة.
ووصلت الكتب المطبوعة إلى مملكة البحرين وبقية دول الخليج العربي في فترة مبكرة جدًا بين عامي 1820م وحتى 1860م عن طريق مصادر رئيسة تتمثل في الهند، والحجاز، والعراق، فالهند يزورها تجار اللؤلؤ البحرينيين على مدار العام، أما الحجاز فهو قبلة الحجاج والمعتمرين والزوار من أهالي البحرين، في حين أن العراق مقصدًا لطلاب العلم والمثقفين.
وحول ذلك، بين مدير إدارة وسائل الإعلام في وزارة شؤون الإعلام الدكتور. يوسف محمد تفاصيل مراحل تسلسل ظهور أول آلة طباعة في العاصمة المنامة، مشيرًا إلى أن مملكة البحرين استوردت أول مطبعة حجرية في العام 1913م على يد أحمد عبدالواحد فلامرزي وميرزا علي جواهري في المنامة، وخصصت هذه المطبعة لطباعة المراسلات وبطاقات الدعوات، ثم توقفت بعد فترة عن العمل.
وفيما يعنى بأول كتاب طبع في المطبعة الحجرية، أوضح د. يوسف محمد أن الكتاب الأول طبع تحت عنوان "مجاري الهداية" والذي يحمل في طياته دليل بحري في العاشر من يناير سنة 1923م، للكاتب راشد بن فاضل البنعلي المولود في الحد سنة 1877م والذي وافته المنية في العام 1960م.
وأضاف د. يوسف محمد أن عبدالله زايد تقدم بطلب تأسيس مطبعة سنة 1936م، إلا أن سلمان أحمد كمال افتتح أول مطبعة في البحرين تحت مسمى مطبعة البحرين ومكتباتها، وأصدرت المطبعة حينها أول صحيفة سياسية أسبوعية في البحرين سميت بصحيفة البحرين وكان ذلك في العام 1939م.
ونال الكتاب إعجاب الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، فأرسل خطاب فوري إلى الكاتب أثنى فيه على جهده المبذول، وأرفق معه بعض الملاحظات لتداركها في الطبعة الجديدة، ومن المقترحات التي أرفقها مؤسس المملكة العربية السعودية استبدال عنوان الكتاب من "مجاري الهداية" إلى "الدليل البحري".
ويضيف: "بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى مباشرة قام صاحبا المطبعة بإدخال تحسينات عليها، فأضافا إليها تطويرًا جديدًا حيث جلبا من مدينة ليبزج بألمانيا آلة طباعة صغيرة مع حروفها، إلا أنه مع انعدام الامكانية المادية لجلب كميات كافية من حروف الطباعة تلك لعمليات الطبع المختلفة، اقتصرا على استعمالها لطبع القرطاسيات الرسمية والتجارية، وتوالت بعدها ظهور العديد من المطابع في مملكة البحرين”.
من جانبه، تحدث الأستاذ والأديب والشاعر والمؤرخ/ مبارك الخاطر رحمة الله عليه، عن تاريخ الطباعة إلى مملكة البحرين، لافتًا إلى أن البحرين بدأت تجربتها في هذا المجال في أوائل العقد الثاني من القرن العشرين، أي بدءًا من العام 1913م، وذلك حين استقدم الرجلان الحاج أحمد بن عبدالواحد فلامرزي والحاج ميرزا علي جواهري مطبعة حجرية إلى المنامة، فكان الأول رجلاً ثرياً، والآخر صانع أختام، وتم وضعها في دكاكين كانت تقع في شارع ولي العهد بالمنامة. كانت المطبعة تنجز طبع القرطاسيات التجارية والكراسات الدينية والعلمية.
وفي العهد الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه شهدت مملكة البحرين قفزة نوعية في إصدارات الكتب، إذ بلغ مجموع الإصدارات الحديثة منذ العام 2000م وحتى العام 2017، قرابة 4000 كتابًا، في حين لم يبلغ مجموعها إلا 1500 كتابًا فقط خلال التسعينات.
تدقيق: حوراء الصباغ
تحرير: ياسمين العقيدات
0 تعليقات