لدعم نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا
البشوت
"البشت" هو عبارة عن عباءة يرتديها الرجل العربي فوق ثيابه، وتم استخدام هذا الاسم في نجد والعراق على نطاق واسع ليحل بديلًا عن الكلمة العربية الفصحى وهي العباءة، في حين تقابلها لدى أهل الحجاز والشام كلمة مشلح. ويُعرف تاريخيًا أن البشت أو العباءة هو لباس عربي يميز أبناء العرب عبر العصور، إلا أن تطور الحياة أضاف تقاليد خاصة به فأصبح البشت رداء خاص بالرجال فقط. كما أن البشت الذي يطلق عليه العرب لفظ الرداء تم تطويره وأضيف إليه تطريز البريسم، الذي تحول لاحقًا إلى الزري الهندي المطلي بماء الذهب أو الفضة.
مكانة البشت في الثقافة الخليجية
يعتبر لبس البشت أحد عادات العرب القديمة التي تم توارثها أبًا عن جد. ويمثل البشت في يومنا هذا جزءًا هامًا من الملابس الرجالية الرسمية، ومازال كبار المسؤولين في الخليج العربي يرتدون البشت كأحد رموز الوجاهة، حيث يُلبس دلالة على المكانة الاجتماعية أو السياسية أو الدينية، إلى جانب المناسبات الخاصة سواء كانت متعلقة بالفرح أو الحزن.
الاقمشة التي تستخدم لصناعة البشت
ويبين تاجر البشوت السيد محمد اليوسف أن هناك أقمشة مختلفة تستخدم في خياطة البشوت، بعضها صيفية مصنوع من الصوف، أو ربيعي مصنوع من الوبر الناعم، وبعضها شتوي مصنوع من الوبر الخشن، لافتًا إلى أن الأخير شتوي يصنع من وبر شعر سنام الجمل، والذي يعد من أرقى الأنواع في العالم، ويطلق عليه اسم "المارينا الحساوية". أما بشت البرقة فهو أحد الأنواع المحاكة من الوبر والصوف، والبشت البدري الذي يرمز إلى نصاعة لونه المشابه للون البدر، فهو بشت صيفي خفيف. ويشير اليوسف إلى أن أغلب أقمشة البشوت تستورد من اليابان وبريطانيا والعراق والسعودية، إلى جانب النجف والأحساء.
الوان البشوت وانواعها
وللبشوت ألوان متعددة، تتدرج من الأبيض والحليبي والعودي مرورًا بالبني والرمادي، ووصولًا إلى اللون الأسود. إلا أن بروتوكول ارتداء البشت في البحرين يقضي بإمكانية ارتداء أي لون خلال فترة النهار، في حين لا يتم سوى ارتداء البشت الأسود خلال الليل. وللبشوت أنواع ومسميات عدة، فمنها المعلمة والدفة والمريني..
تزيين البشت
ويشير اليوسف إلى أنه يتم تزيين أطراف البشت بخيوط الزري "القصب" المستوردة من ألمانيا وفرنسا والهند، مبينًا أن أبرز زخارف أو نقشات البشوت هي كلًا من الملكي، المتوسع، المروبع، المخومس، قابوس، الطابوق والخلية. فضلاً عن وجود سبعة أنواع أخرى ليصل عددها إلى 20 نقشة. كما أن نقوش خيوط الزري على البشت تحمل مسميات خاصة هي الأخرى، فمنها الطابوقة والمندلي والملكي والمسوبع والمقلم والمقطع "المثلثات" وغيرها، لافتًا إلى أن النقشات القديمة لا تزال متداولة.
بشت القرية وبني جمرة
ويضيف اليوسف إلى أن مملكة البحرين كانت مقرًا لحياكة أقمشة البشوت الشتوية والربيعية قبل سنوات طويلة، إلا أن هذه الصناعة التي اشتهرت بها قريتي "القُرية" و "بني جمرة" قد اندثرت، مشيرًا إلى أنها تصنع من الصوف، ويطلق على بشت بني جمرة اسم "الشمالي".
اسعار البشوت
وتطرق اليوسف إلى أغلى أنواع البشوت البحرينية "الممشط" والذي يعد أجود الأنواع الشتوية، ويصل سعره إلى 2500 دينار، ويتم تطريزه بالكامل بالخيوط الذهبية، ويحاك من الوبر.
تصنيع البشت ومواسم استخداماته
وتستغرق صناعة البشت الواحد 15 يومًا، إذ تمر النقوش التي تتوسطه بخمس مراحل يشتغل عليها 5 أفراد، تبدأ بالهيلة، وتتبعها التراجيب ومن ثم المِكسر والبروج، فيما يقوم آخر شخص بالضرب على النقوش بالمطرقة وغسلها ليمنحها اللمعان النهائي.
ويزداد الطلب على شراء البشت خلال مواسم الأعياد أو مواسم الإجازة الصيفية حيث تكثر مناسبات الأفراح، إذ يحرص كل عريس على شراء بشت خاص به.
الدكتور فهد إبراهيم الشهابي
0 تعليقات