لدعم نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا
:لطلب الكتاب يمكنكم التواصل على
+97333191975
:أو على
info@actsmartpr.com
إعداد : حوراء الصباغ
من يشاهد مملكة البحرين اليوم بعمرانها المبهر وناطحات السحاب المنتشرة في أرجائها لن يتمكن من تصديق حقيقة أن معظم أهاليها كانوا يسكنون في بيوت مصنوعة من جريد النخيل حتى بضعة عقود.
بيت "العريش" وجمعه "عرشان" المصنوع من جريد النخيل المرصوص بأشكاله المختلفة، هو أحد رموز العمارة المحلية التقليدية في مملكة البحرين ومنطقة الخليج بشكل عام منذ القدم، حيث كان مسكنًا لكافة فئات المجتمع المتواضعة. أما الفئات متوسطة الدخل فقد كانت تسكن في بيوت مبنية من الحجر يتم جلبه غالبًا من البحر، في حين أن بيوت ميسوري الدخل من سكان مملكة البحرين كانت ذات طابع حجري بحجم أكبر، وبجدران مزينة بنقوش "الجبس". حيث كانت تزيين بيوت العائلات الثرية هي بداية تطوير حرفة النقش على الجبس في البحرين.
ويعتبر النقش على الجبس أحد فنون العمارة الذي بدأت على يد المسلمين العرب، وتمتد جذوره العريقة حتى القرن الحادي عشرة للميلاد، واشتهر فيه العرب تحديدًا في الأندلس وفي نطاق العمارة الإسلامية، وكانت الزخارف الإسلامية هي أغلب ما يستخدمه الحرفيون في البحرين في تزيين جدران البيوت.
وتعد نقوش الجبس أحد أبرز أوجه الفن المعماري البحريني، والتي يمكن ملاحظتها في بعض البيوت التي لازالت موجودة في العاصمة المنامة والمحرق، وحتى في الشواهد الأثرية كمسجد الخميس.
آخر النقاشين على الجبس في مملكة البحرين جعفر عبد الحسين، يسرد بعضًا من التفاصيل الخاصة بالحرفة في كتاب مما رأيت للرحالة البحريني الدكتور فهد إبراهيم الشهابي.
وحول ذلك، يقول عبدالحسين إن تاريخ الحرفة بدأ بالأحجار الجيرية، حيث يتم حرق الأحجار الجيرية واستخراج البودرة منها وتعبئتها في أكياس، ويتم استيراده عادة من المملكة العربية والسعودية، وأكثر مادتين هما الجبس العربي والجص.
وأشار إلى أن تاريخ النقش على الجبس يمكن ملاحظته في الشواهد التاريخية وحفر الآثار بكافة أنواع الزخارف، منها البسيطة، الخطية، الهندسية والنباتية. كمسجد الخميس، أقدم مسجد في مملكة البحرين، والذي تضم جدرانه عدة نقوش وزخارف خطية.
ولفت النقّاش جعفر عبدالحسين إلى ندرة الزخارف البحرينية في الزمن الحالي، حيث تستورد معظمها من دول أوروبا، وتحديدًا فرنسا وإيطاليا. مشيرًا إلى محاولاته في الحفاظ على هذا الموروث الغني على الرغم من إهمال الحرفة وكونه آخر النقاشين في البحرين، إلى جانب التمسك بالنقش البحريني الجميل.
وأضاف: "تتعدد النقشات البحرينية، لتصل أعدادها إلى الآلاف. وكل نقّاش يطلق على نقشاته اسمًا معينًا، منها "مقبس"، "أصابع العروس"،
"الموزة"، "الفرارة"، وغيرها".
الدكتور فهد إبراهيم الشهابي
:لطلب الكتاب يمكنكم التواصل على
+97333191975
:أو على
info@actsmartpr.com
إعداد : حوراء الصباغ
0 تعليقات