لدعم نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا
كتبت: فاطمة العالي
البحرين وماضي التعليم المزدهر( بداية البعثات التعليمية في البحرين )
إعداد وتقديم الدكتور/ يوسف محمد إسماعيل
لا يخفى على أحد ان البحرين ليس فقط بلد المليون نخلة وإنما بلد العلم والازدهار، وهذا ما يشهده تاريخها، فحينما كان الناس يغوصون للبحث عن اللؤلؤ، في الجانب الآخر كان هناك القسم الذي يغوص في العلم ويبحث عنه في اقاصي البلاد، وهذا ما حدث بدايةً قبل ظهور التعليم النظامي في البحرين عندما سافروا لكثير من الدول كالذين درسوا في جامعة عليكر في الهند عام ١٩١٠م،
وهم خليل إبراهيم كانو، وعلي جاسم كانو، وأحمد بن حسن بن ابراهيم، ومحمد وعلي يتيم. هؤلاء هم أوائل من سلك التعليم خارج البحرين، حيث درسوا من عام ١٩١٠م حتى ١٩١٤م، وبعد ذلك أدركت البحرين أهمية الأبتعاث إلى الخارج للاستثمار في العقول الوطنية فكانت أول بعثة لخارج البحرين كانت إلى الجامعة الامريكية في بيروت عام ١٩٢٨م،
وهذا بعد تسعة أعوام فقط من بداية التعليم النظامي في البحرين، وكانت تضم كل من عبد الرحمن المعاودة، وأحمد العمران، وعبد العزيز الشملان، وراشد عبد الرحمن الزياني، والشيخ حمد بن عبد الله آل خليفة، والشيخ عبد الله بن إبراهيم بن محمد آل خليفة،
والشيخ خليفة بن محمد بن عيسى آل خليفة، ومحمد كمال المهزع، وعبد الله الشاكر. ولم تكن البحرين رائدة في العلم فقط لفئة دون فئة أو جنس دون جنس، فدائرة المعارف بعثت الفتيات إلى الجامعة الانجلوسورية في بيروت في عام ١٩٣٧م لإعدادهم كمدرسات، وهم ثلاثة سيدات.
زعفرانة سعيد، وشريفة ولولوة محمد علي إبراهيم الزياني، وأيضاً ألتحقت فاطمة بن علي بن إبراهيم الزياني بكلية التمريض في العراق، ومكثت لثلاثة أعوام، وعملت فيما بعد ممرضة وقابلة قانونية، كما إنها أول بحرينية تحصل على رخصة سياقة في البحرين والخليج في عام ١٩٤٥م، لأن وظيفتها تتطلب التنقل من مكان إلى آخر، كما تعتبر عائشة يوسف لطف علي خنجي»، التي اشتهرت باسم «عائشة يتيم» من اوئل البحرينيات والخليجيات التي ذهبتْ للدراسة خارج وطنها في مطلع العشرينيات من القرن الماضي وذهبت الى الدراسه للهند.
كما إن أول من درس في الأزهر هو أحمد المهزع أخ القاضي الشيخ قاسم المهزع الذي درس علوم الشريعة والدين في الأزهر في منتصف القرن الثامن عشر. البحرين سباقة منذ البدء بالعلم والتعلم، حيث أن الهداية الخليفية التي افتتحت عام ١٩١٩م، لم تكن فقط أول مدرسة نظامية في البحرين، وإنما أيضاً أول مشروع تعليمي متكامل في الخليج ككل، بالاضافة إلى أول مدرسة خديجة الكبرى التي أنشئت للفتيات في عام ١٩٢٨م، وهي ليست المدرسة الاولى للفتيات في البحرين، حيث افتتحت زوجة القس زويمر أول مدرسة نظامية للبنات في البحرين عام ١٨٩٩م، تلتها مدرسة أخرى للبنين عام ١٩٠٢م.
ومنذ تلك الحقبة والبحرين لم تتوقف وإنما استمرت وهاجة في العلم، وبنت أجيال مثقفة تستطيع أن تسهم في نهضة الوطن وتطوره، ولم تكتف وزارة التربية والتعليم في النهضة التعليمية بذلك، بل أصدرت قوانين وتشريعات لتوفير تعليم إلزامي لمدة أطول، وفي عام ١٩٧٤م تم اصدار تشريعات بمحو الأمية تولتها وزارة التربية والتعليم، لمحو الأمية وإعطاء الفرصة للذين لم تسمح لهم ظروفهم بالدراسة الصباحية المنتظمة، وتحتفل المملكة بهذه المناسبة في كل عام في الثامن من سبتمبر، الذي يصادف اليوم العالمي لمحو الأمية، فهذه هي البحرين بماضيها التعليمي المزدهر، وحاضرها الزاخر بوجود قيادتنا الحكيمة حفظها الله.
0 تعليقات