ذاكرة البسيتين

 

للإعلان في نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا
للمشاركة في نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا

للمؤلف والكاتب الدكتور علي الصديقي

كتاب ذاكرة البسيتين

رواد النادي.. وسيرة الماضي

التحرير مقتبس من تقرير اعده: الاستاذ  راشد عيسى الجاسم

خلال بحث الدكتور علي الصديقي لسيرة المغفور له بإذن الله تعالى إبراهيم بن علي الصديقي، قام الباحث بتوثيق تاريخ النادي ومسيرة روّاده، وفي نفس الوقت لم يُغفِل حقائق الجغرافيا والتاريخ، فقد جاد بتوثيق تاريخ قرية البسيتين العريقة ودور أبنائها في بناء مسيرة هذا الوطن الأبي، فأشار الباحث بالمحصلة الكبرى من المعلومات التاريخية الفريدة والنادرة حول قرية البسيتين.  

تاريخ قرية البسيتين

تناول الباحث في الفصل الثاني من كتابه دراسة مُتخصّصة في تاريخ القرية، فلم يترك فيها شاردةً ولا واردة إلا وثقها، بل وجّه من خلالها دعوات للمزيد من الأبحاث التاريخية، ونلخص أبرز النقاط التي أفردها الباحث في هذا الفصل على النحو الآتي:

1- دعوة للإستكشافات الآثارية: قرية البسيتين كانت مأهولة بالسكان قبل إسلام أهل البحرين:


2 - البسيتين في المصادر التاريخية. مقارنة بين المعلومات الواردة من المؤرخين العرب والأجانب

3 - قلعة البسيتين المنسيّة.

4- أعلام القرية، وأحيائها، ومعالمها، وبدايات التطور الثقافي والعمراني.

توثيق تاريخ النادي وأنشطته، وتراجم شملت اللاعبين والإداريين والرؤساء

ركز الدكتور علي الصديقي بالتفصيل، على بدايات تأسيس نادي البسيتين عام 1945م، حيث ان اعتماد هذا التاريخ، يعود لنتيجة إندماج ثلاثة أندية وهي: الكوكب (تأسس في 1945م)، شباب البسيتين (تأسس في 1963م)، النصر (تأسس في 1961م). فعندما اندمجت الأندية الثلاثة تحت مسمى نادي البسيتين في عام (1969م)، أخذ النادي تاريخ التأسيس الأقدم باعتبار أن الجديد امتداد تاريخي للقديم، ولكن الباحث أيضاً لم يُغفل إضافة معلومات تاريخية نادرة عن كل هذه الأندية، ومنها ما اقتنصه من قصاصات صحفية قديمة، ومنها روايات استقاها من المؤسسين القدامى من أبناء النادي، وقد شكلت في جوهرها وثيقة تاريخية نادرة في تأسيس نادي البسيتين. 

الكابتن إبراهيم علي الصديقي (من زمن النورة، إلى منصات الأبطال):

في الفصل الرابع والخامس ركز الكتاب على الشخصية المحورية في هذه الدراسة، وهو الكابتن إبراهيم علي الصديقي، وهذان الفصلان بمثابة دروس تتعلم منه الأجيال القادمة معانٍ متعددة، فإذا قرأناها من الجوانب مختلفة فهي درس للأجيال في خلق مفهوم القدوة، حيث أننا أصبحنا لا نقتدي إلا بالرياضيين الأجانب، فلذلك تكمن أهمية تسليط الضوء على تاريخ رجل عصامي بدأ مسيرته الرياضية من الصفر ولمدة نصف قرن من العطاء، ومن جانب آخر يعدُّ درساً في إدراك معاني ومعايير الولاء والإنتماء لشعار النادي، ودرسٌ آخر بأن لا مستحيل في كرة القدم. 

نادي البسيتين في الذاكرة الوطنية:

في الفصل السادس استعرض الباحث النشاطات غير الرياضية للنادي، ومنها النشاطات الثقافية والإجتماعية والفعاليات الوطنية، ومن اهم الأنشطة والفعاليات المؤثرة في الذاكرة الوطنية، الآتي:

1- أسبقية النادي في تنظيم مهرجان التراث:

انطلق مهرجان التراث في نادي البسيتين منذ 17/12/1986م، وكان برعاية رسمية من أمير البلاد الراحل، وشكل هذا المهرجان حدثاً كبيراً ليس على مستوى النادي والمحافظة فحسب، بل على مستوى البلاد، لما يحمله هذا الحدث من أهمية بالغة في حفظ التراث الوطني، وبعد أن ذاع صيت هذا المهرجان، قامت الجهات الحكومية بإطلاق مهرجان التراث السنوي عام (1992م)، فهنا حقيقة تاريخية يجب ذكرها، وهي تتمثل في أسبقية نادي البسيتين في تنظيم مهرجان التراث.

2- دعم القضايا القومية: تناول الباحث دور النادي في تجميع المساعدات النقدية والعينية لدعم الصمود العربي في عام النكسة (1967م)، بالإضافة إلى قيام النادي بعمل مهرجان تضامني لدعم دولة الكويت الشقيقة أثناء الغزو العراقي الغاشم، فهذه الأدوار قد خلدها الباحث بجداره في كتابة.

3- دعم القضايا الوطنية : وثق الباحث أدوار النادي على الصعيد الوطني، ومنها دوره في الاستقصاء التاريخي للتأكيد على عروبة البحرين عام (1970م)، وقيام النادي بمهرجانات خطابية لتأكيد حقوق السيادة التاريخية البحرينية على إقليم الزبارة وجزر حوار إبان طرح قضية النزاع الحدودي مع قطر، فهذا يؤكد على دور النادي الوطني في الشدة قبل الرخاء.


هذا الكتاب يمكن قراءته من عدة جوانب: إذ يعبّر الكتاب عن وفاء الباحث لشخصية رجل بذل أكثر من نصف قرن من عمره في خدمة للنادي، واستعراضاً لتاريخ نادٍ لم تُبذل جهود حقيقيه في توثيق مسيرته، وأخيراً نلاحظ من خلال الصفحات بأن الباحث أراد توثيق تاريخ البسيتين كعرفان للقرية التي ولد فيها وينتمي هو وعائلته إليها، فله جزيل الشكر وعظيم الإمتنان على ذلك. لكنني في ختام هذا التعقيب أودُّ التشديد على فكرة طرحها الباحث في توصياته وهي ضرورة توثيق التاريخ الرياضي لمملكة البحرين سواء على المستوى الأندية أو على الصعيد الرسمي، فمن غير الصحي وجود كتاب قيّم بهذا الحجم يتناول تاريخ نادي البسيتين، وغياب إصدارات مماثلة للأندية العريقة الأخرى في البلاد.


إرسال تعليق

0 تعليقات