غرفة البحرين

 

للإعلان في نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا
للمشاركة في نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا


هذا الموضوع برعاية خدمات خالد البستكي للمحاسبة
خدمات المالية والتدقيق  والضريبة
بأفضل وأعلى مستوى
 

غرفة البحرين

إعداد وتقديم الدكتور/ يوسف محمد
إنتاج

كتبت/ فاطمة العالي

سبب التسمية
يتسائل الكثير عن سبب تسمية الغرف التجارية بإسم غرفة، وتعود هذه التسمية إلى أول تنظيم في العالم للاهتمام بمصالح التجار الذي كان في مدينة مرسيليا الفرنسية في عام ١٥٩٩م الذي كان يسمى في ذلك الحين بمكتب التجارة، وفي عام ١٦٥٠م تزعزعت تجارة مرسيليا، بسبب الحروب في أوروبا مما أدى إلى اجتماع التجار في غرفة كبيرة في مبنى البلدية في مدينة مرسيليا الفرنسية و سميت بذلك الوقت بغرفة التجارة.

غرف التجارة العالمية
وتم انتخاب أثني عشر تاجر يمثلوا مجلس التجار وتم تسميتهم بنواب التجار، واقتبست بعد ذلك كل دول العالم هذه التسمية التي أطلقتها على المنظمات المشابهة التي أُنشأت فيما بعد، أما بريطانيا فقد ظهرت بها الغرف التجارية في أواخر القرن الثامن عشر، وتعتبر غرفة غريس أقدم غرفة تجارية بريطانية، وأُنشأت في عام ١٧٦٨م، واتضح أيضاً ان في إيطاليا هناك تنظيمات تجارية على شكل مجلس للتجار، أما غرف التجارة الأمريكية ظهرت لأول مرة في نيويورك في عام ١٧٦٨م.
غرف التجارة العربية
أما في العالم العربي تعتبر غرفة دمشق واحدة من أقدم غرف التجارة العربية، حيث يعود تأسيسها إلى عام ١٨٤٠م، 
وكان عبد الرحمن الكواكبي هو أول من قام بتغيير اسم الغرفة إلى غرفة التجارة والزراعة والصناعة، وذلك في فترة رئاسته للغرفة في عام ١٨٩٦م إلى عام ١٩٠١م، أما غرفة التجارة المصرية في القاهرة فقد أنشأت في عام ١٩١٣م، وأنشأت كذلك غرفة التجارة المصرية في الاسكندرية في عام ١٩٢٢م، وكذلك تأسست غرفة التجارة في بغداد في عام ١٩٢٦م.
غرفة التجارة البحرينية
 أما البحرين فلم تكن بعيدة عن هذا الحراك الاقتصادي العالمي، ففي ٢٦ ديسمير ١٩١٠م بدأت أعمال اجتماعات مجلس التجار في البحرين والتي ترأسها المعتمد السياسي البريطاني في البحرين آنذاك الميجر نوكس، وقد حضر الاجتماع ممثلي عن الشركات البحرينية ومنهم الحاج زاير حسين والحاج عبد العزيز العوضي والحاج عبد النبي عوض، ومثل أيضاً التجار الهنود والتجار البريطانيين في هذا الاجتماع، وما يدعو للفخر ان في البحرين في ذلك الأوان اجتمع تجارها في مؤتمر لمدة ثلاثة أيام، ويعتبر ذلك أول مؤتمر أقتصادي عُقد في البحرين وذلك في الفترة من ٢٦ إلى ٢٨ ديسمبر عام ١٩١٠م.
تاريخ البحرين حافل بالتنظيمات الإدارية وتعتبر غرفة البحرين من أوائل التنظيمات الادارية التي حدثت في عهد المغفور له صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها.
تأسيسها
غرفة البحرين هي تنظيم اداري عمره قرابة المائة عام، البحرين لم تكن بعيدة عن الحراك الاقتصادي العالمي، دائماً الانطلاقات والسبق في التنظيمات الادارية كانت تنبعث من البحرين. 
في ٢٦ ديسمبر عام ١٩١٠م تم تأسيس غرفة التجار في البحرين، تم تأسيس غرفة التجار في البحرين بصفته أول كيان إداري منظم للتجارة على مستوى منطقة الخليج، يهدف إلى تقديم المشورة وتطوير التجارة والصناعة في البحرين.
تأثير الحرب العالمية الاولى على التجارة
في عام ١٩١٤ اندلعت الحرب العالمية الأولى وتأثرت التجارة العالمية بما فيها التجارة المحلية في البحرين، وكان التجار يفصلون قضاياهم في محكمة محدودة تسمى مجلس العرف، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أراد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها، أن يكون للمجلس العرفي دور أفضل في تنظيم الحياة التجارية وتمثيل مصالح التجار وفض الخلافات التي تحدث بينهم.
المجلس المعرفي
في ٢٢ يناير عام ١٩٢٠م كلف صاحب العظمة ابنه الشيخ عبد الله بن عيسى آل خليفة بترشيح مجموعة أسماء لتأسيس مجلس التجار وكان هذه المرة بإسم المجلس العرفي، وكان المرشحين هم عبد الرحمن بن محمد الزياني والحاج عبد الله بن حسن الدوسري والحاج يوسف بن عبد الرحمن فخرو والحاج عبد العزيز بن حسن القصيبي والحاج عبد علي بن رجب، وأيضاً كان يضم المجلس العرفي قائمة تجار أجانب ممثلي عن تجار الهنود والجنسيات الاخرى.
وتم الاتفاق على ان يعقد اجتماع المجلس العرفي يوم الخميس في الساعة الرابعة بالتوقيت العربي، أي ما يعادل الساعة العاشرة بالتوقيت الانجليزي، في غرفة الجمارك، أو كما كتبت في رسالة إلى صاحب العظمة ” غرفة القمرك“.

تنوع ممثلي التجار
البحرين بلد عريق في تنظيماته الادارية وسرعة التفاعل مع تحركات المجتمع التجاري واختيار ممثلي التجار بعدالة وتنوع بين الجنسيات، تعكس حضارة وتاريخ وتنظيم هذا البلد العظيم.
بنود المجلس المعرفي
وقد جاء اسم غرفة التجارة لأول مرة في مذكرات المستشار بلغريف، أثناء شرحه لطبيعة العمل والعلاقة التجارية في المجلس العرفي، وكان ذلك بتاريخ ١١ يناير عام ١٩٢٨، والعجيب أيضاً ان المجلس اجتمع في ٣١ يناير عام ١٩٢٨م واصدر قرارات من أحدي عشر بند، ولحقهم ببندين في تاريخ ١٩ يناير ١٩٢٩، وكان بنودها تنظيم العلاقة بين التاجر والحكومة والمحكمة، ويبدو ان تجار البحرين في ذلك الوقت كانوا كثيرو السفر ولفترات طويلة لدرجة أنهم يغيبون عن اجتماعات مهمة، فجاء في أحد البنود، ان اذا كان أحد الاعضاء مسافر يجب عليه أن يعين له وكيل في فترة غيابه، وان طالت فترة غيابه تقوم الحكومة بتعيين عضو بديلاً عنه، في ذلك الوقت كانوا تجار البحرين يحاولون تنظيم أنفسهم في كيانات إدارية بإسم مجلس التجار وأحياناً بإسم المجلس العرفي.

تأسيس المجلس التجاري
وفي ١٢ يناير ١٩٣٠م تقدم مجموعة من التجار البحرينيين لتأسيس المجلس التجاري، وكان من مقدمي الطلب عبد الرحمن الزياني وأحمد كانو وخليل المؤيد ومصطفى عبد اللطيف وعبد الله عوجان وأخوانه وعبد الرحمن البسام وغيرهم، ذكروا في رسالتهم ان الغرض من تأسيس المجلس التجاري أو كما يسمونه غرفة التجارة، هو النظر في الشؤون التجارية العامة، أول مرة تُذكر كلمة غرفة تجارية في مراسلات التجارة مع الحكومة وفي تاريخ غرفة البحرين، كان بتاريخ ١٢ يناير ١٩٣٠م.
مجتمع البحرين مجتمع دؤوب على التطوير، ومحاولاته ومبادراته لا تتوقف، وبحسب الوثائق التاريخية، كان تجار البحرين كل عشرة أعوام يعيدون تنظيم أنفسهم، في كيانات ادارية تتناسب مع ظروف كل مرحلة.
تأسيس مجلس التجار
من بعد تأسيس مجلس التجار في ١٩١٠ مر العالم بتجربة الحرب العالمية الأولى ومشاكلها الاقتصادية، وفي ١٩٢٠ اتجه تجار البحرين لتنظيم أنفسهم في المجلس العرفي، وثم في ١٩٣٠ تم تأسيس المجلس التجاري، ثم قام مجموعة من التجار قي ٣٠ اغسطس عام ١٩٣٩ بتأسيس جمعية تجار البحرين، وضمت الجمعية في مجلس ادارتها محمد صادق وعبد الله يتيم وبرئاسة أشرف محمد وأمين السر عبد الله مصطفى عبد اللطيف، وعضوية بعض التجار الاجانب، وقد أرسل أمين السر برسالة إلى المعتمد البريطاني موضحاً فيها أن محلات أعضاء الجمعية إبتداءً من ١٠ أغسطس ١٩٣٩، ستكون مغلقة كل يوم جمعة من الساعة الثانية ظهراً.
تنوع أطياف المؤسسين
كان مؤسسو الجمعية تجار من جميع أطياف مجتمع البحرين، وهم عبد الرحمن عبد الوهاب الزياني، يوسف حسين، محمد يتيم، فخر الدين، أشرف وأخوانه، سيد جنيد، أصغر علي، جاشنمال، كرمستجي، وشركة مودرن آرت لصاحبها ناجي مراد، وأيضاً من ضمن الأسماء المسجلة في جمعية التجار كانت شركة اسمها كاليفورنيا هاوس لصاحبها مصطفى عبد اللطيف، الذي تبرع بأول مقر للجمعية في غرفة فوق مبنى كاليفورنيا هاوس في شارع باب البحرين، بلغ أعضاء جمعية تجار البحرين سبعة وعشرون عضو.
رسوم الاشتراك في جمعية التجار
 وكانت رسوم الاشتراك في جمعية التجار هي ١٠ روبيات، وشهرياً ٥ روبيات، ومع دخول العالم في الحرب العالمية الثانية في ابريل ١٩٤٠، تم تخفيض رسوم الاشتراكات الشهرية إلى ٣ روبيات الا ربع، وفي نوفمبر ١٩٤٠ تم تخفيضها إلى روبية واحدة، وكان مجموع دخل جمعية التجار في الشهر ٣١ روبية فقط.
انحسار مهنة الغوص
أشار العديد من المؤرخين ان في عام ١٩٥٠م، انحسرت مهنة الغوص إلى ادنى مستوياتها، وتوجه الناس إلى العمل في شركة النفط، مع تنامي إرادات النفط التي كانت في سنة ١٩٣٤م قرابة ثلاثمائة وتسعة وسبعون ألف روبية، وصلت إلى عشرة ملايين روبية في عام ١٩٥٠.
تغيير اسم جمعية التجار
كعادة تجار البحرين كل عشرة أعوام يعيدون تنظيم كياناتهم الادارية، وفي ٦ فبراير ١٩٥٠، اصدرت الجمعية قرار بتحويل كل محاضر الاجتماعات من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية، وفي ١٢ مايو ١٩٥٠ عُقد اجتماع في مجلس رئيس الجمعية، الحاج عبد الرحمن بن حسن القصيبي، وتم اصدار قرار بتغيير اسم جمعية التجار إلى الغرفة التجارية في البحرين، نفخر بتاريخنا الاقتصادي المملوء بالممارسات الادارية المتميزة، منذ عهد المغفور له بإذن الله صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها.

إرسال تعليق

0 تعليقات