لدعم نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا
ارتبط ثوب النشل منذ القدم ارتباطًا وثيقًا بحياة المرأة الخليجية بشكل عام، والبحرينية بشكل خاص، وتم اعتباره موروث حضاري متجدد تحرص المرأة البحرينية على ارتدائه كونه جزءًا هامًا يعكس الهوية البحرينية، فضلًا عن الثقافة والعادات والتقاليد الحميدة المتوارثة.
ويعد ثوب النشل تراثًا إنسانيًا يعكس فن وإبداع الأيدي البحرينية، والذي أشبه بأن يكون تحفة فنية رائعة. ولا تزال المرأة البحرينية متمسكة بثوب النشل في العصر الحديث، حيث يتميز بجماله الملفت وبنقوشه الذهبية التي تزيد من أناقته، إلى جانب الخياطة والتطريز بطرق مبدعة ليشكل لوحة فنية رائعة وجديدة بطابع عصري ممزوج بالتراث البحريني لا يغيب عن المناسبات الشعبية والتقليدية.
وعُرف في الماضي عن ثوب النشل بأنه غالي الثمن، وذلك نظرًا للوقت الذي يستغرق العمل في خياطته من الأقمشة التي يتم استيرادها غالبًا من الهند، حيث يصنع من أنواع مختلفة من الأقمشة السادة أو الملونة كالحرير والقطن والصوف والكتان.
ولا يزال ثوب النشل يلقى رواجًا واسعًا من المرأة البحرينية حتى اليوم، بل وحتى ينافس بقية الأثواب لأنه موروث حضاري لا يمكن التنازل عنه، فثوب النشل عنوان لجمال المرأة البحرينية وأناقتها وثقافتها، وهو مرتبط كثيرًا بالأعياد والأفراح والمناسبات الوطنية، وتحرص المرأة في الماضي على لبسه حينما يعود زوجها من رحلة الغوص، وكذلك في ليلة النص من شعبان وشهر رمضان، وكذلك أثناء مناسبة "القرقاعون" إلى جانب الأعراس والمناسبات الوطنية.
يشار إلى أن ثوب النشل لا يتم ارتدائه سابقًا إلا من قبل النساء المتزوجات فقط، أما الفتيات غير المتزوجات والصغيرات كانوا يرتدون ما يسمى "البخنق"، وهو عبارة عن غطاء أسود للرأس يتكون من قطعة قماش من الحرير الأسود الشفاف من الشيفون أو الجورجيت، وتلتقي إحدى زاويتيها بالأخرى وتخاط حتى تبقى الفتحة صغيرة بمقدار الوجه وتُطرز بخيوط الحرير وأسلاك الذهب أو الفضة من الأمام وحول الرأس.
واعتادت النساء لبس ما يسمى الدراعة تحت ثوب النشل، لا سيما إذا كان شفافاً، وقد يكون ثوب النشل مفتوحًا من الجانبين في أطرافه السفلى. كما يمكن ارتدائه بمفرده دون رداء خارجي، وتكون ذات جمال ممتزج بلبس النشل تتفاخر فيه بين قريناتها لأنه مصدر فخر لها، وتعتبره المرأة البحرينية تراث حضاري متجدد يعبر عن لغة أصالتها وحاضرها الجميل وتزيد فيه من إبداعات أنامل يديها لتطرز منه ثوب عصري متناسب مع مختلف الأذواق بطريقة عصرية تتناغم وتمتزج مع أفخر وأرقى الموديلات العصرية اليوم ليكون عنوان جمالها وأصالتها وتاريخها العريق.
ملاحظة :
البخنق: وهو غطاء أسود للرأس يتكون من قطعة قماش من الحرير الأسود الشفاف من الشيفون أو الجورجيت، وتلتقي إحدى زاويتيها بالأخرى وتُخاط حتى تبقى الفتحة صغيرة بمقدار الوجه وتُطرز بخيوط الحرير وأسلاك الذهب أو الفضة من الأمام وحول الرأس.
كتبه: ناصر محمد نمي
تدقيق: أحمد بوقنديل
مراجعة: حوراء الصباغ
0 تعليقات