فن القادري



لدعم نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا


فن القادري

كتبت: شيخة العسم


تنوعت أشكال ومسميات الفنون الشعبية البحرينية والخليجية، والتي تحكي وتحاكي الزمن، حيث كانت تمارس في حفلات الزواج والمناسبات وطقوس الزار، والتي تتكون من "الطبالات" الآتي يمارسن فنون الدزة، الخماري، القادري، السامري، البستات. في حين أن فنون الرجال كلًا من الفجري والصوت البحريني المعروف والمشهور، والعرضة، وأحيانًا يشترك كلا من الرجال والنساء في بعض الفنون، مثل فن الطنبورة، ودق الحب، والليوة.

ازدواجية الخلفية الثقافية وتطويرها جعلت مملكة البحرين هي الأشمل في الفنون الشعبية والمتفردة في الخليج العربي.

ويعد فن القادري مثالًا للفنون الخليجية والبحرينية القديمة، فضًلا عن كونه موروثًا هامًا في التراث الشعبي ورّثه لنا جيل الرواد بطريقة فنونهم وحسب كل حقبة من الزمن مروا بها، لذلك فإن الفنون والمعتقدات كثيرة لكل جيل ولكل زمن .

وفن القادري عبارة عن نصوص و ألحان من القصائد الدينية التي يدور أغلبها حول مدح النبي محمد عليه الصلاة و السلام، ويصاحب غناء القادري آلات ايقاعية عادة ما تكون مجموعة من الطارات و طبل.

ويقال أن سبب إطلاق هذه التسمية عليه نسبة إلى عبد القادر الكيلاني، وهو أحد أولياء الله الصالحين، حيث ورد اسمه في أكثر أنواع الغناء الديني.

وتقوم بغناء القادري إحدى النساء ويطلق عليها "المطوعة" وتشاركها مجموعة من النساء بالرد. ومن أهم ما يتميز به إيقاع القادري ما يسمى " الصقال " الذي يؤديه أحد ضاربي الطارات المتمكنين ، و يلقب عادة بـ " دزاز طارة" .

كما وتوجد معتقدات كثيرة قديمة ومن ضمنها حفلات «الزار» التي تعتبر من طقوس الخرافة الشعبية، والغاية منها -على حد اعتقادهم- في السابق أنها إخراج او طرد الارواح الشريرة من خلال تجهيز مكان لا يدخله الشخص بحذاء، وأن يعطر ويبخر ويكون طاهرًا على حد مفهومهم.


وبحسب ذلك المعتقد تم استخدام الفنون الموسيقية وأشهرها بالخليج وهو «فن السامري»، وغالبًا «القادري»، وهو فن استخدمه أهل الخليج والبحرين والكويت خصوصًا ، والقادري يأتي بنوعين يختلفان في نوع الايقاع، فمنه "القادري البحري" و"القادري الرفاعي"

فتلك الفنون من فلكلورنا الذي توارثناه جيلا بعد جيل ووثقه هؤلاء الكبار بعرض الكثير من المشاهد الفنية الدرامية والمأخوذة من الواقع، ففي السابق كانت البيوت تمارس تلك الخرافة، ولكن الهدف من عرض تلك الحالة لربما لأهداف معينة بقصد عرض المعاناة لبعض الأشخاص في السابق، وليس من باب توثيق معتقد "الزار"

من جانبه، أكد رئيس فرقة اسماعيل دواس القومية أن فن القادري في   البحرين هو فن تراثي خليجي قديم اشتهر عند الأجداد وبالأخص في دولة الكويت، وهو فن يشتمل على ثلاثة أنواع، القادري البحري، القادري البري والقادري الطنمبورة.

ومن الأدوات التي تستخدم في هذا الفن هي الطارة والطبل، إلى جانب "الخيزرانة" للرقص على نغمات فن القادري .

وقال دواس بأن هناك عدد من الفنانين الذين اشتهروا في البحرين والذين أدوا فن القادري أهمهم: 

أحمد عبدالله جرينية

سلطانه عبدالله "هبه"

ابراهيم الشاعر

ابراهيم مسعد

شمه حمود

شمه فرج

عماد عبدالحكيم

عبدالقادر راشد

ومن الكويت :

الفنان عواد سالم المصدر (يعقوب يوسف الغنيم ، الأغاني ،٢٠٠٠)

الفنانة عودة المهنا

أما لحن القادري فيتكون عادة من جملة لحنية تنغم شطرتي بيت القصيدة  القادرية وتؤدى عليها باقي الأبيات، وقد يتكون من جملتين لحنيتين أو ثلاث جمل على الأكثر.

ويختتم لحن القادري بجملة سريعة يتناوبها المغني مع المجموعة، فعلى سبيل المثال يقول المغني: يا مرحبا، وترد المجموعة: هيلي يالله.

وتصاغ ألحان القادري في إطار الميزان الرباعي البسيط والمركب.

وفيما يتعلق بالأداء، فيبدأ المغني بأداء القادرية "المذهب"، ثم تقوم المجموعة بالرد عليه بغناء القادرية "المذهب" بإضافة جملة هيلي يالله في بدايتها، ويتم غناء باقي أبيات القصيدة "المقاطع" على النمط ذاته.

وقد يرتفع المغني بصوته في دخول غناء بعض المقاطع بمقدار بعد ثالثة أو رابعة عن النغمة الأصلية للمذهب كنوع من التصرف أو الزخرفة في الغناء مع الاحتفاظ بلحن المذهب .*

يشار إلى أن نصوص القادري لا تتقيد ببحور معينة من الشعر و لذلك نجد فصائد القادري منظومة من بحور شعرية مختلفة . ومن أشهر نصوص القادري : (سلام سلام) (يا مرحبا يا نور عيني) (صلوا على أحمد (ألف صلوا على النبي التهامي) بسم الله (الله الله ساتري)

المصادر :

١.  الأستاذ البحريني إسماعيل دواس رئيس فرقة اسماعيل دواس القومية


٢. مقال الكاتبة نوال الدوسري - جريدة الأيام ١٠يناير ٢٠١٨


٣.مقال الكاتبة دلال العياف - جريدة الأنباء الكويتية 19 / 5 / 2020


٤. الكاتب علي حسن المحميد

تدقيق: حوراء الصباغ


إرسال تعليق

0 تعليقات