دخول السياكل في البحرين

هذا الموضوع برعاية

لدعم نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا

الدكتور يوسف إسماعيل


حكاية دخول السيكل في البحرين

كتبت/ فاطمة العالي

عرف أهل البحرين "السيكل"  قبل مائة وتسعة وعشرون عامًا، وذلك عن طريق القس والطبيب والمبشر المسيحي صمويل زويمر، الذي كان يتنقل بسيكله في المنامة وبعض المناطق والقرى، حينها كان الشعب البحريني يقاوم المحاولات التبشيرية حيث كان صمويل يردد عليهم جملة "أنا ضيف الله" فيردون عليه بجملة "أنت ضيف إبليس"، ولذلك أطلقوا على سيكله مسمى "خيل إبليس"، في حين أنها في منطقة نجد عُرفت بمسمى "حمار ابليس" واقترن استخدامها الفسوق والفساد واللهو عن العبادات، كما واعتبره البعض شيطانًا خُلق من حديد، الأمر الذي جعلهم يتعوذون منه سبع مرات، ويعيدون الوضوء إذا لامسوا جزءًا منه.

وقيل أيضاً إن دخول " السيكل" في البحرين كان عن طريق التجار البحرينيين الذين يذهبون للهند آنذاك، حيث رأى أحد التجار "السيكل" وأحضره إلى ابنه، ومن هنا بدأ انتشار السيكل في البحرين.

 جزيل الشكر الى الكابتن احمد بن عيسى البوسميط على الصورة

أما دخول السياكل إلى البحرين بصفة تجارية كان في العام 1910، ويقال بأن أول من قام بعملية استيراد السياكل هو الوجيه حسين علي يتيم، حيث باع على بيت الدولة في العام 1924 دراجات هوائية بسعر خمسة وتسعون روبية للدراجة الواحدة، إلا أنه لم يتوسع في هذه التجارة نظرًا لقلة الطلب على الدراجات من جهة، ورغبته في التركيز على استيراد وتسويق السيارات من جهة أخرى، حيث كان يُباع بأعداد قليلة في عدد من المحلات في المنامة.

أما أول من قام بعملية بيع السياكل في البحرين فهو أميركوه بينما في محله في المنامة، في حين أن أوائل المحلات التي افتتحت في البحرين لبيع السياكل كان أصحابها كلًا من عبدالله وعبد الرحمن أبناء غلوم، أحمد حاجم، مخزن أكرم، غلوم دشتي وأيضًا عبدالله اليماني وغيرهم.


وكما انتشرت آنذاك محلات تأجير السياكل الساعية وخاصة في المناسبات والأعياد، ولأن البحرين بلد القانون والتنظيم الإداري فقد صُدر في سنة 1934 قانون ينظم عملية السياكل في البحرين وفقًا لأنظمة المرور وأيضًا في العام 1942 صُدرت تعليمات لأصحاب السياكل تنص على أن يتم تسجيل سياكلهم.

 وانتشرت في ذلك الوقت العديد من السياكل وأشهرها سيكل "فيلبس" وسيكل "ريلي"، وكان من يمتلك " السيكل" آنذاك هو الشخص الراقي والذي يكون محط أنظار كل أهل المنطقة، ويتوددون إليه ويتقربون منه ويطلبون منه أن يمن عليهم بركوبها.

كما وانتشرت آنذاك الوقت الكثير من محلات تصليح السياكل وبيعها في جميع مناطق البحرين، وتم تنظيم أول سباق للسياكل في البحرين في العام 1957، انطلاقًا من عوالي ووصولًا حتى منطقة القفول.

وكانت تُباع السياكل بأسعار تتراوح ما بين 30 إلى 120 روبية، وفي ذلك الوقت كانت شركات الكولا والبيبسي تضع في غطاء الزجاجة فرصة للفوز بالجائزة الكبرى وهي سيكل.

يشار إلى أن "السياكل" كانت تستخدم نطاق واسع في بداية الخمسينيات في البحرين على اختلاف شركات تصنيعها، بحسب السعر والمستوى المادي للشخص، فمن كان يمتلك "سيكل" من شركة فيلبس، وهو النوع الباهظ الثمن الذي لا يصدأ ولا تؤثر فيه رطوبة الخليج، هو بمثابة من يمتلك في هذا الحين سيارة طراز "بي أم دبليو" أو "أودي" أو "جاغوار"!


تدقيق ومراجعة: حوراء الصباغ

إرسال تعليق

0 تعليقات