للإعلان في نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا
للمشاركة في نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا
أبقار البحر في البحرين
كتبت/ فاطمة العالي
أقبلوا الصيادين راجعين إلى قريتهم في الزلاق، ولكنهم لاحظوا أثناء ذلك شيئاً غريباً يعوم في البحر، وكان الصيد بقرة بحر تزن ٣٠٠ رطل، ولكن المشكلة هي كيف جلب هذه الفريسة إلى اليابسة، وهي بقرة البحر وهي حيوان مائي يبلغ طولها ٩ أقدام عندما يتم نموها، أما لحمها فهو لذيذ الطعم كما يُقال، ويزن لحم بقرة البحر الكاملة النمو، ما بين ١٠ إلى ١٢ طناً، وهي تحب التشمس في المياه الضحلة، إلا انها قلما تُصاد في مياه البحرين، وقد جذبت هذه البقرة انتباه الكثيرين من الناس، ورافق توم قودل التابع لشركة بابكو، الصيادين راشد بن جاهم وعلي بن جاهم وخليفة بن جاسم في ذلك اليوم، وقُطع لحمها وبيع في السوق، كما إن قسماً من اللحم أُعطي مجاناً لأناس آخرين، وقيل إن طعم لحمها كان يشبه طعم لحم البقر الاعتيادي، والآن يا ترى ماذا تفكر هذه البقرة عن نفسها، ربما تقول هل لحمي يشبه لحم البقر الحقيقي؟ لم أسمع عن ذلك قط.
من هي ؟
تعيش أبقار البحر وهي نوع من أنواع الثديات العاشبة،، ضمن مجاميع، وتأتي البحرين في المرتبة الثانية في هذه المجاميع من بعد أستراليا، حيث تتواجد الحشائش والموائل المناسبة لغذائها، وتشبه إلى حد كبير البقر على اليابسة، وتمتلك زعانف شبيهة بالمضارب، كما تمتلك بقرة البحر شفة علوية عريضة ومرنة، تستخدم في جمع الطعام وتناوله، وفي التواصل مع أفراد فصيلتها، وأطلق عليها هذا الاسم لكونها بطيئة الحركة والأكل، وهي مع ذلك من الحيوانات من المهددة بالانقراض، ولكن أعلن المجلس الأعلى للبيئة عن اتفاقية ستايتس التي تهدف إلى الحفاظ على الحياة الفطرية وحمايتها من الانقراض، الذي يسببه التجارة فيها، حيث إن هناك الكثير من الأنواع تتعرض لخطر المتاجرة ومن بينها بقرة البحر، وقام بالتوقيع على هذه الاتفاقية أغلب دول العالم، بعدد ١٨٣ دولة، أي ما يعادل أكثر من ٩٠٪ من دول العالم.
تعيش منفردة
تفضل أبقار البحر العيش بشكل منفرد، كما إنها تقضي نصف يومها في النوم تحت المياه، ولكنها تخرج للسباحة كي تتعرض للهواء، على فترات تقل عن ٢٠ دقيقة، وتقضي معظم وقتها، في الرعي في المياه الضحلة على عمق يصل من متر إلى مترين.
أنواعها
تنقسم أبقار البحر إلى ثلاثة أنواعٍ رئيسية، وهي أبقار بحر الامازون، وأبقار بحر المحيط الهندي، وأبقار البحر الأفريقي، ويشير أسم كل نوع من الأنواع إلى المناطق التي يعيش فيها، وعادةً ما تبقى أبقار البحر في الأنهار والبحار والمحيطات على طول ساحل العديد من البلدان، وتعيش البحار الأفريقية علي طول الساحل الأفريقي، وفي أنهار غرب أفريقيا، بينما تعيش أبقار الامازون في منطقة صرف الامازون، والتي تمتد من منابع نهر في كولومبيا، كما تعيش أبقار المحيط الهندي في جنوب وشرق الولايات المتحدة.
غذائها
تعد أبقار البحر، من الحيوانات العاشبة وتتغذى على أكثر من ستين نوع من نباتات المياه العذبة، مثل عشب التمساح وعشب الماء والكرفس، والماء وعشب المسك، بالاضافة إلى نباتات المياه المالحة مثل أعشاب البحر وعشب المياه والبرسيم البحري، والطحالب البحرية، وعادةٍ ما تأكل البقرة ما يصل إلى ١٠٪ أو ١٥٪ من وزن جسمها، وهي كمية تقدر بحوالي ٥٠ كيلو غرام من النباتات يومياً، حيث تستهلك أبقار البحر هذا الكم الهائل من النباتات أثناء رعيها، لمدة تصل إلى سبع ساعات في اليوم، ولتكون بقرة البحر قادرة على التعامل مع مستويات عالية من السليولوز في نظامها الغذائي النباتي، فهي تستخدم عملية التخمير لمساعدتها في عملية الهدم.
تزاوجها
تتبع بقرة البحر حوالي عشرة أو أكثر، من الذكور أثناء موسم التكاثر، حيث تشكل الذكور قطيعاً يسمى بقطيع التزاوج، وبمجرد تزاوج الذكور تنتهي مهمتها، ولا تشارك في تربية الصغار، وتستمر فترة الحمل لبقرة البحر إلى حوالي إثنتي عشر شهراً، ويولد بعدها العجل، أو الرضيع الصغير، تحت الماء، وتساعد الام العجل في الوصول إلى سطح الماء، من أجل تعرضه للهواء، وخلال الساعات الأولى من الولادة، يصبح العجل الصغير قادراً على السباحة بمفرده، وفي غضون خمس سنوات، يصبح العجل ناضجاً جنسياً ومستعداً لعملية التزاوج، وتمتد فترة حياة أبقار البحر في العادة إلى حوالي أربعين سنة.
0 تعليقات