ثقافة ثوب النشل البحريني

 

هذا العدد برعاية مجوهرات الزين

لدعم نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا

ثقافة ثوب النشل البحريني

كتبت: إبتسام بدر

قال الشاعر "من التراث الشعبي":

ثوب النشل شحليلك سرى الليل و احجيلك 

يا نخلتين في الحوش محلى رطبها 

جاها سموم القيض زين طربها

كلمات الشاعر عبدالرحمن رفيع رحمه الله:

خضر نشلج على عودج تزينينه ولا يزينج 

أحب الورد هالدايم 

ربيع احمر على خدودج

وأحب السحر هالفتان

ينبع نور من عيونج 

و أحب الحنة لين انبان 

يبرق فوق ظفر ريلج 

كلمات عشق تغنى فيها الشعراء بلباس المرأة البحرينية بثوب النشل و حُليها وتبرجها فخطت الكلمات تفاصيل الثوب من نقوش وألوان القماش الزاهي. ولا تكتمل زينة المرأة البحرينية بثوب النشل دون باقي الكماليات الأساسية مثل الذهب ببريقه الفخم ونقوش الحناء الجميلة وأوراق المشموم برائحتها العطرية التي تزين شعرها.

"الفنر" تسبر خفايا ثوب النشل مع ابتسام بدر، والذي يعتبر تحفة فنية لا تزال تحتل المركز الأول في الثياب النسائية للأفراح والمناسبات المميزة والشعبية مثل الأعراس وليلة الحناء وليالي رمضان والأعياد الوطنية والتجمعات النسائية.

ثوب النشل هو ثوب يصنع من قماش خفيف ذو ألوان زاهية، وألوانه الأساسية هي كلًا من الأحمر، الأخضر، الأزرق، البنفسجي والأسود.

يتميز ثوب النشل بكثافة التطريز بخيوط الزري الأحمر المصنوع أساسًا من معدن الفضة ويلبس فوق الجلابية، والتي يطلق عليها "الدراعة" باللهجة الدارجة.

يحتوي ثوب النشل على خيوط متداخلة كثيرة تدل على رمزيات من الحضارة الهندية، حيث تأثر أهل البحرين بهذه الحضارة.

إلى جانب ذلك، تتخلل الخيوط الذهبية وسط الثوب و على أطراف اليدين الخارجية وتشكل شريطًا ذهبيًا يسمى باللغة الدارجة في البحرين "الزري"، كما أن أطراف الزري في جانبيه تحتوي على خيوط ذهبية أخرى بشكل أقواس أو مربعات أو مثلثات تحاكي قمم أبراج القلاع الموجودة في البحرين و تسمى هذه الأطراف "البروي" أو "البروج".

ثوب النشل له أسماء متعددة يتميز بها عند صناع الأثواب والنساء مثل:

1- المخور

2- المفحح (يتكون من 4 ألوان مختلفة من نفس نوعية القماش)

3- المفرخ (شكل هندسي كبير)

4- المنثور (شكل هندسي صغير)

5- المجرح

يتم تسمية الثوب بأسماء الأشكال الموجودة عليه، وأشهر هذه الأشكال هي: 

1- الكازوة

2- البيذانه

3- الوردة

4- النيرة

5- الفرخة

6- الثريا

خيوط الزري

خيوط الزري المستخدمة في تطريز الثوب تصنع قديمًا بمعدن الفضة، مما يجعله قيمًا على مدى العصور لا يتغير، ويتم حفظه بقماش أبيض يسمى "الويل".

يمكن تمييز خيط الزري المصنوع من الفضة عن خيط الزري المصنوع من البريسم، فهي خيوط مصنوعة من القطن تغمس في سائل خاص يعطيها اللون الذهبي عن طريق حرق أطرافها، فإذا تغيرت لون الخيوط للون الأسود فهي مصنوعة من الفضة أما إذا أصبح لونها أبيض فهي مصنوعة من القطن.

لذلك كانت النساء قديمًا تبيع الثوب أو البخنق "لباس تلبسه البنت قبل الزواج" لراعي الزاري عتيج "جامع الخردوات والمعادن القديمة" حيث يتم تبديل الثوب بالأواني والصحون الجديده أو أشياء أخرى تحتاجها النساء في ذاك الوقت. ويقوم صاحب الزاري عتيج بحرق الثوب واستخلاص مادة الفضة منه ثم بيعها.

طريقة ارتداء ثوب النشل

ثوب النشل بنوعيه سواء كانت المستخدمة في ممارسة أشغال الحياة اليومية أو الخاصة بالمناسبات و الأعياد لها أكمام واسعة وطويلة تسمح بأن تضع المرأة كلا الكمامين اليمنى واليسرى على رأسها حيث تغطي فتحة الكمامة رأس المرأة و تسمى طريقة اللبس هذه باللغة الدارجة ( بالكبعة - الجبعة) 

"الكورار"

الكورار هو فن خياطة خيوط الزري أو البريسم على الثوب بطريقة يدوية، وتستغرق هذه العملية حوالي 3 إلى 4 أيام من العمل الجماعي المتقن، وتقوم حوالي 5 إلى 6 نساء بتلك المهمة أثناء تسليهن بالحديث وغناء أغاني الأجداد، وهنا تكتمل المرحلة الأولى للثوب. 

أما المرحلة الثانية فتسمى بدك الزري "طرق الزري" حيث يتم طرق خيوط الزري بمطرقة خشبية على قاعدة صلبة ليتساوى مع القماش ويستوي مقامه.

شيلة النقدة

الشيلة هي غطاء للراس مصمم من قماش خفيف يستخدم فيه خيوط معدن الفضة المسطحة حيث يتم عمل تشكيلات هندسية تغطي القماش كاملًا أو بعضه، وتلبس في المناسبات المهمة والأعياد وهي مكملة لزينة ثوب النشل مع عباية السمكة أو عباية البشت النسائي "مسميات للعبايات الخاصة بالمناسبات".

تدقيق ومراجعة: حوراء الصباغ